طوفان الأقصى … الموقف اليوم الخميس
أولاً : الموقف :
في اليوم 81 لبدء الحرب على غزة ؛ ما زال العدو مستمراً في هجومه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق العمليات في مسرح القتال . كما بقيت المقاومة الفلسطينية تتعرض للعدو على كافة المحاور؛ خاصة في منطقة عمليات مدينة غزة ، كما وتتصدى لمحاولات تقدمه في مناطق جنوب الوادي ، خاصة منطقة خان يونس التي تحولت إلى منطقة جهد رئيسي للعدو ، كما بدأ العدو تخصيص جهوداً نارية ، وعمليات استطلاع ومناورة برية لمنطقة المحافظات الوسطى / البريج ، المغازي ، النصيرات ، دير البلح .
أما في تفصيل موقف في الـ 24 ساعة الماضية :
ففي صفحة العدو القتالية ؛ أدام العدو عملياته القتالية عبر الإجراءات التالية :
▪ تحليق مكثف للطائرات المقاتلة والمسيرة في جميع أجواء مسرح العمليات ، يصحبه قصف مدفعي وجوي وبحري لمعظم مدن ومخيمات قطاع غزة ، من الشمال فالوسط حتى الجنوب ، فقد قصف العدو شرق المغازي بالفسفور ، كما قصف الصفطاي ، التفاح ، الدرج ، الشيخ رضوان خان يونس ومحيطها ، شرق خزاعة ، كما ارتكب مجزرة في جباليا ، هذا ولم تسلم رفح ومحيطها من قصف العدو الجوي والبري .
▪ استهداف مقرات النزوح والمرافق الصحية ومنشآت الخدمات الاجتماعية لأهنا المحاصرين في مختلف مناطق قطاع ، خاص في مناطق مدينة غزة وضواحيها .
▪ بدء الضغط على مناطق المحافظة الوسطى من القطاع : دير البلح ، المغازي ، النصيرات ، البريج .
▪ الضغط على قلب مدينة خان يونس / منطقة الجهد الرئيسي ، عبر محاور القتال من الشمال / القرارة ، والشرق / عبسان والغرب ، وقصف الأحياء والمخيمات المحيطة بها.
▪ بدء العدو العمل على فتح جبهات عمل ، ومنطق اشتباك في أقصى جنوب رفح ، على محور خط فلدلفيا ، المحاذي للحدود المصرية .
▪ تعزيز العدو لوحداته المقاتلة في شمال قطاع غزة بلواء مقاتل ، كما عزز قوات المناورة في الجنوب بلواء آخر .
▪ تفويض حكومة الاحتلال المؤقت ، مجلس الحرب بالانتقال إلى ما أسماه بالمرحلة الثالثة من القتال وهي مرحلة ” العلميات المحدودة ” .
▪ رفض بعض الجنود المصابين استقبال رئيسي وزراء الكيان المؤقت الذي كان ينوي زيارتهم في أحد مستشفيات الكيان .
▪ بداية ظهور خلاف بين المستوى السياسي والقيادة العسكرية لليوم التالي للحرب ، حيث رفض رئيس وزراء الكيان المؤقت بحث مسألة اليوم التالي للحرب المطروحة من قبل الجيش ، وأرجأها إلى موعد غر محدد .
▪ بقاء خروج مظاهرات لعوائل أسرى العدو لدى المقاومة ، للمطالبة بعقد صفقة تبادل مع المقاومة تضمن عودة أبنائهم قبل أن يلحقهم ضرر من جراء قصف العدو لمدن ومخيمات القطاع .
▪ قصف العدو قواعد نار استهدفت قواته في شمال فلسطين المحتلة في : عيتا الشعب ، كفار شوبا ، الحمامص ، شبعا ، أطراف الناقورة ، طير حرفا ، الخريبة ، جبل بلاط ، راميا ، مروحين ، الجبين ، الخيام ، حولا ، الطيرة ، علما الشعب .
▪ وفي سياق متصل ؛ فقد اعترف العدو بمقتل 3 جنود من جنوده ، منهم 2 برتبة رائد ، وثالث برتبة نقيب في الـ 24 ساعة الماضية ، كما أطلق جندي ممن خدم في غزة النار على جدار لمنتجع في عسقلان جراء نوبة هلع أصابته . هذا وقد اعترف العدو بفشل منظومة القبة الحديدية باعتراض معظم الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان على مغتصبة كريات شمونة في الجليل الأعلى ؛ حيث تمكنت القبة من اعتراض 3 من أصل 30 صاروخ أطلقت على هذه المغتصبة . أما في تكاليف الحرب اليومية ؛ فقد أفادت المصادر الاقتصادية للعدو أن الحرب تكلف الكيان المؤقت ما يقارب 1.2 مليار شيكل يومياً ، وهو ما يعدل 333 مليون دولار أمريكي .
وفي صفحة المقاومة القتالية ؛ فما زالت المقاومة مشتبكة مع العدو على مختلف محاور القتال في مسرح عمليات قطاع غزة ، وفي التفصيل :
▪ محور شمال قطاع غزة : فقد بقيت تشكيلات المقاومة مشتبكة مع العدو بمختلف تكتيكات القتال ، وبمختلف صنوف الأسلحة الفردة ، وعبوات الجهود الهندسية على مختلف محاور القتال في المدنية ؛ حيث ما زالت الاشتباكات تدور في بعض مناطق بيت حانون ، وجباليا ، والزيتون ، والشجاعية ، ومنطقة الصفطاوي الذي ذكرت بيانات المقاومة أنها استهدف طائرة معادية كانت تعمل في أجوائها بصواريخ م . ط من نوع سام 18 ، كما أسقطت المقاومة طائرة بدون طيار من نوع ” سكاي لايتنغ ” كانت تجوب سماء مدينة غزة .
▪ محور المنطقة الوسطى : حيث دارت اشتباكات عنيفة بين العدو وبين التشكيلات الدفاعية للمقاومة في شرق البريج ؛ حيث ذكرت بيانات المقاومة أنها دمرت دبابة للعدو على هذا المحور، كما دكت المقاومة حشود العدو بقذائف الهاون في منطقة مسؤوليتها هذه ، كما اشتبكت معه في حجر الديك ، وغيرها من محاور العمل في منطقة المسؤولية هذه .
محور جنوب قطاع غزة / خان يونس : فما زالت الاشتباكات ضارية بين تشكيلات المقاومة والعدو الذي يحاول التوغل إلى قلب المدينة من الشمال والشرق والشمال الغربي ، حيث اشتبكت قوات المقاومة العدو ـ 10 جنود + كلب ـ على محور الكتيبة ، كما استهدف دباباته المتوغلة في مناطق عمليات هذا المحور بقذائف الياسين 105 ، بالإضافية إلى استهداف 4 جرافات كانت تعمل في منطقة المسؤولية هذه . هذا وقد دكت المقاومة حشود العدو شمال المدينة . كما أعلنت عن قنصها جندي ، وضرب مركز إرسال الفراحين شرق خان يونس .
▪ قصف المقاومة كل من : نحال عوز بصواريخ 107 ، وكيسوفيم . وفي سياق متصل فيد أعلنت المقاومة أنها استخدم صاروخ RPO-A المضاد للتحصينات في ضرب نقاط تمركز العدو في المباني التي يختبئ فيها أو يتحصن بها .
هذا وقد استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان ” حزب الله ” في الـ 24 ساعة الماضية مواقع العدو الإسرائيلي في : الظهيرة ، حدب البستان ، خربة ماعر/ صواريخ بركان ، كفار شوبا ، كريات شمونا / 30 صاروخ ، مرغليوت. وفي سياق متصل ، فقد استهدفت المقاومة العراقة قاعدة الحرير للعدو الأمريكي في أربيل ، كما قصفت هدفاً حيوياً جنوب مغتصبة “إلياد ” في فلسطين المحتلة ، كما تم اعتراض طائرة مسيرة متجهة نحو حقل نفط ” كاريش ” في البحر المتوسط ، هذا وقد أفيد عن إسقاط طائرة مسيرة فوق الجولان المحتل ، قادمة من الأراضي السورية .
وفي الضفة الغربية ؛ اقتحمت قوات العدو كل من : زيتا ، باقة الشرقة / طول كرم التي ارتقى فيها 6 شهداء ، بيت أمر ، حلحول / الخليل ، جنين التي جابت أجواؤها طائرات العدو المسيرة ، البيرة / رام الله .
وفي الدعم الشعبي للمقاومة وأهلنا في غزة ؛ لا زالت تجوب المدن والعواصم على شكل :
▪ مظاهرات ومسيرات .
▪ اعتصامات ووقفات أمام بعض المقار والممثليات .
▪ ندوات وخطب ولقاءات .
وفي الجهود السياسية ؛ لم تفض الجهود السياسية حتى كتابة هذا الموقف إلى أي نتيجة تنعكس إيجاباً على أهلنا المحاصرين في غزة .
ثانياً: التحليل والتقدير :
ما زال العدو عالقاً في جبهة شمال قطاع غزة ، حيث لم يستطيع حتى كتابة هذه الموقف إنهاء أو وقف تعرض تشكيلات المقاومة على قواته ، أو استهدافها له ؛ فقد بقي إطلاق الصواريخ على غلاف غزة ، والاشتباكات اليومية ، وبمختلف تكتيكات القتال مع قواته العاملة في بقع العمليات هذه ، كما لم تسلم قواته من التعرض عليها في المناطق الوسطى أو الجنوبية من قطاع غزة .
وفي سياق متصل ؛ فقد بدأ العدو يتحدث عن اليوم التالي للحرب ، والذي أعلن مجلس وزرائه أنه فوض مجلس الحرب ـ نتن ياهو ، غالنت ، غانتس ، أزينكوت ، دريمر ـ بالانتقال إلى ما أسماه مرحلة ” العمليات المحدودة ” الأمر ـ التحول إلى هذه المرحلة ـ نعزوه إلى :
1. زيادة الأعباء الاقتصادية على الكيان المؤقت من جراء تعبئة وتجنيد الاحتياط الذي يشكل القوة العاملة الرئيسية في هذا الكيان المؤقت .
2. قناعة المستوى العسكري أن بقاء وتيرة وكثافة الاشتباكات على هذه النحو ، لن تفض إلى شيء يهدد بشكل جدي الأصول البشرية والمادية للمقاومة ، إنما توفر لها بنك أهداف دسم تختار منه ما تشاء ، متى تشاء.
3. تضرر القدرات المادية للعدو بشكل يحول دونها والعمل بنفس الزخم والقدرات السابقة ، مما يدفعها إلى الاقتصاد بالقوة ، تحسباً لبقاء الحرب زمناً يطول أمده .
4. بدء الانتقال التدريجي من الاحتكاك القريب مع المقاومة، إلى الاشتباك البعيد بالنار معها ، الأمر الذي يعطي للعدو أفضلية في إدارة المواقف ، بحكم التفوق الجوي الذي يتمتع به في مسرح العمليات .
وعليه فإن المقاومة وأمام بدء تحول العدو إلى هذه المرحلة ـ العمليات المحدودة ـ مطالبة بـ :
1. رعاية أصل التأمين الشامل ـ أفراد ، مقرات ، معلومات ـ بما يحافظ على أصولها المادية والبشرية من أن تطالها نار العدو .
2. الاقتصاد بالقوة ، وتخير الأهداف بعناية .
3. التمييز بين ما هو استطلاع معادي بالقوة بهدف ؛ جمع معلومات ، أو كشف تموضع واستعدادات ، وما هو هجوم حقيقي ، ليبنى على الشيء مقتضاه .
4. التنبه إلى استطلاع العدو ورصده الجوي والبري والأمني ، الذي يحاول العدو من خلاله إعادة ترميم بنك أهدافه وملئه من جديد ، ثم العمل ضد ما رصد وجمع من أهداف .
5. التنبه والتحوط للأعمال الأمنية المعادية ، التي يمكن أن يتم من خلالها تحييد قدرات وتدمير أهداف .
6. أخذ الحيطة الحذر من قيام القيام العدو بعمليات خاصة بهدف تحييد أهداف أو تحرير أسرى ، أو تدمير قدرات .
وفي سياق متصل ؛ فقد أبدت المقاومة وتبدي شراسة ظاهرة في التصدي للعدو على كافة المحاور ، وفي كامل مناطق المسؤولية في مسرح عمليات قطاع غزة . كما أنها بقيت قادرة على تشغيل قدرات نارية ، مستهدفة غلاف غزة وعمق فلسطين المحتلة ، موقعة خسائر بقوات العدو ومعداته ، مما يمنعه من تقديم صورة نصر حقيقي ، تشكل له مخرجاً من مأزق غزة الذي وجد نفسه فيه .
وعليه وأمام هذه المعطيات ، فإننا نعتقد أن الموقف في الـ 24 ساعة القادمة سوف يكون على النحو الآتي :
1. بقاء تركيز نار العدو ومناورته على محافظة خان يونس في محاولة لاختراق أحيائها الداخلية بحيث يُضيّق هامش المناورة على تشكلات المقاومة ، وما يعتقد أنه مركز ثقلها السياسي والقيادي .
2. بقاء العدو عاملاً في منطقة شمال غزة بهدف إخماد بؤر التهديد أو تقليص خطرها، وتحييد ما يمكن من أصول بشرية ومادية للمقاومة فيها .
3. تخصيص قدرات نار ومناورة معادية للتعامل مع تشكيلات المقاومة العاملة في المنطقة الوسطى من قطاع غزة ، وفي مدينة رفح جنوباً .
4. زيادة كثافة الاستطلاع الجوي والبري المعادي بهدف : جمع معلومات ، التثبت من معلومات ، كشف انتشار ، تحضيراً لعمليات اشتباك مستقبلية .
5. بقاء المقاومة على زخمها ، وحرية مناورتها في مختلف مناطق مسؤولية مسرح عمليات غزة .
6. بقاء المقاومة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة ـ حزب الله ـ مشتبكة مع العدو بمختلف صنوف النار .
7. استئناف المقاومة العراقية في ساحة العراق وسوريا ، استهدافها لقواعد ومقرات العدو الأمريكي بصنوف النار المناسبة .
8. استئناف ” أنصار الله ” في اليمن اشتباكهم مع العدو الصهيوني بنيران الصواريخ أو المسيرات المتوجهة نحو أهداف في العمق الفلسطيني ، والتعرض لقطعه البحرية في البحر الأحمر.
9. لا نعتقد أن الجهود السياسية ستفضي إلى توقف الأعمال القتالية ، أو هدنة ، أو وقف دائم لإطلاق النار .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
عبد الله أمين
28 12 2023





















Facebook Comments