ثـلاثـة مـسـتـويـات لـ «مـعـالـجـة» غـزة

معاريف : النائب موشيه كنلي تورباز
قاتلت في قطاع غزة مرات عديدة. كقائد سرية وكقائد كتيبة. في السنوات التسع الأخيرة أعمل كضابط قسم العمليات في الاحتياط في فرقة غزة.
غداة فرحة التوراة في 11 صباحا كنت أجلس على كرسي ضابط غرفة العمليات في فرقة غزة التي لم تحتل في معسكر رعيم.
بعد أكثر من 80 يوما في الاحتياط أعتقد أن بوسعي، بما في ذلك في ضوء عضويتي في لجنة الخارجية والأمن أن أجمل ما توصلت إليه من فهم بكلمتين: “الوحل الغزي”.
لا مصلحة لنا في الحكم في غزة. فنحن لا يمكننا أن نتخيل أن يختفي سكانها أو يهاجروا إلى أماكن أخرى. علينا أن نعالج غزة في ثلاثة مستويات مختلفة بل ومتضاربة –
* المناورة
* التجريد
* فك الارتباط
لكن ليس لنا ترف تجاهلهم وإلا غرقنا في الوحل.
يقوم جيش العدو الإسرائيلي بعمل ممتاز في داخل غزة ويصل إلى كل مكان يختار الوصول إليه.
لكن، وهذه هي الحقيقة الحزينة، تكاد تكون كل القوة المناورة من جيش العدو الإسرائيلي تدخل إلى غزة ولا يزال القطاع لم يهزم.
حماس كمنظمة تواصل أداء مهامها. وحتى تصفية نحو 20 في المئة من القوة المقاتلة لا تمنع الباقين من الخروج والقتال في خلايا صغيرة وضرب جنود الجيش الإسرائيلي بل وإطلاق الصواريخ نحو الغلاف ومركز البلاد.
حماس تدير “اقتصاد ذخيرة” وتحافظ على قدراتها لمواصلة إطلاق النار نحو غلاف غزة في الأشهر القادمة.
ينبغي الاعتراف: نجحنا لكننا لم ننتصر. وصلنا إلى مقاومين كثيرين لكننا لم نصف كل رؤوس الأفعى ولم نحرر معظم المخطوفين.
صحيح حتى اليوم أهداف الحرب لم تتحقق. كي نحققها سيتعين علينا أن نستثمر قوات كبيرة على مدى زمن طويل. الهدف ممكن لكنه سيتطلب ثمنا مضاعفا – بالمال وبالروح.
بعد المناورة في القطاع بل وفي أثنائها، نحن مطالبون بالعمل على تجريده من السلاح.
علينا أن نبقي لأنفسنا حرية عمل للوصول إلى كل مكان في غزة ينشأ منه تهديد، وهذا يعني السيطرة في محور فيلادلفيا وفي معبر رفح ومنع تعاظم ذي مغزى للقوة أكثر مما هو قائم الآن في القطاع.
هذا سيتطلب الوقوف عند رأينا في وجه المصريين وفي وجه العالم والقتال الضاري الذي هو الآخر سيجبي ثمنا.
وحده تجريد القطاع من السلاح ذي المغزى سيمنع تكرار أحداث 7 أكتوبر. بسيط وواضح.
وأخيراً فك الارتباط. ليس لنا مصلحة في حكم 2.2 مليون فلسطيني في غزة. طالما كانت حماس تحكم وأناس غزة يتطلعون للقضاء علينا بوحشية، فإن علينا أن نقبل ارتباطهم بمصر وبالعالم كله، باستثناء إسرائيل. فلا عمال في أراضينا بعد اليوم. ولا متجولون في بلداتنا وبناة لبيوتنا وجامعون للمعلومات قبل المذبحة التالية. فك ارتباط تام. لا مفر.
وبعد كل هذا يوجد لنا التزام بمحاولة خلق مستقبل أفضل لأناس غزة. علينا أن نقطع غزة عنا لكن أيضا أن ندفع باتجاه أن تجد معنى آخر لحياتها من إبادة الكيان.
إذا ما جلب هذا حكما آخر، كارها أقل، فهذا أفضل. وإذا لا، فليهتم الغزيون بأنفسهم. نحن سنتدبر أنفسنا دونهم.





















Facebook Comments