Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار رئيسيةمقال رأي الهدهد

إلى أين تتجه دولة الكيان؟

السؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه المعطيات المتشابكة والمعقدة التي تمر بها دولة الكيان: إلى أين تتجه دولة الاحتلال وسط هذه الأزمات الداخلية والخارجية المتفاقمة؟

تساؤولات شبكة الهدهد

1. التصدع الداخلي: انقسام في الهوية والمجتمع

دولة الاحتلال تعيش صراعاً متعدد الأبعاد يمس كل نسيجها الاجتماعي والسياسي، حيث تتجلى خطوط الانقسام بوضوح:

• بين المتدينين والعلمانيين: يتصاعد الصراع حول هوية الدولة، حيث يضغط اليمين الديني لفرض أجندته، مما يثير قلق القوى الليبرالية والعلمانية.

• بين الأشكناز والشرقيين: لا تزال الفجوة بين اليهود الأشكناز (الغربيين) واليهود الشرقيين قائمة، حيث يشعر الشرقيون بالتهميش رغم حضورهم القوي في السياسة.

• بين الأغنياء والفقراء: تفاوت اقتصادي صارخ بين الطبقات، خاصة بين تل أبيب المزدهرة والمناطق المهمشة في الجنوب والشمال.

• بين سكان المدن الكبرى والمستوطنين: هناك هوة بين نمط الحياة في تل أبيب والقدس من جهة، وبين المستوطنين في الضفة الغربية الذين يرون أنفسهم في طليعة المشروع الصهيوني.

2. النزاع على السلطة: صراع الأجهزة الأمنية والسياسية

• المواجهة بين رئيس الشاباك رونين بار ونتنياهو ليست مجرد خلاف شخصي، بل تعكس أزمة أعمق بين المؤسسات الأمنية والسياسية.

• تسعى الحكومة اليمينية إلى إعادة تشكيل المنظومة الأمنية والقضائية لتتوافق مع مصالحها، مما يعمّق أزمة الثقة.

• محاولات إقالة المستشارة القانونية غالي بهاراف-ميارا تشير إلى نية نتنياهو إحكام قبضته على القضاء، مما قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة.

3. صعود اليمين المتطرف: تغول بن غفير وسموتريتش

• السعي لإعادة حزب “عوتسما يهوديت” إلى الحكومة يعكس حاجة نتنياهو إلى استرضاء اليمين المتطرف، رغم مواقف الحزب المتشددة ضد قضايا مثل صفقات تبادل الأسرى.

• مشروع قانون هدم منازل الفلسطينيين في الاراضي المحالة 48 يُظهر توجه الحكومة نحو تشديد العقوبات الأمنية، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد داخلي، خاصة مع الفلسطينية .

4. العامل الإقليمي: اضطرابات في الدول المحيطة

• عدم الاستقرار في المنطقة يخلق بيئة غير مستقرة (لإسرائيل)، سواء في لبنان، سوريا، أو غزة.

• سياسات الضغط الأقصى من ترامب أو أي إدارة أمريكية مستقبلية قد تؤدي إلى تغيرات جذرية في العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية.

• التناقضات في المصالح بين دولة الاحتلال وحلفائها الإقليميين، مثل بعض دول الخليج، قد تؤدي إلى تباعد استراتيجي.

5. ضعف المعارضة وتفككها

• المعارضة الإسرائيلية تبدو عاجزة عن تشكيل جبهة موحدة ضد تغول الحكومة، مما يسمح لنتنياهو بالمضي قدماً في أجندته دون مقاومة كبيرة.

• يأس الشارع الإسرائيلي من قدرة المعارضة على التغيير يزيد من الشعور بعدم اليقين.

إلى أين تتجه دولة الاحتلال؟

• تصعيد داخلي قد يصل إلى صدام بين مؤسسات الدولة: الأزمة بين الأمن والسياسة قد تؤدي إلى أزمة دستورية غير مسبوقة.

• احتجاجات واسعة ضد الحكومة: إذا استمرت الحكومة في سياستها القمعية، فقد نشهد تصعيدًا في الشارع كما حدث خلال الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي.

• تصعيد أمني مع الفلسطينيين: القرارات مثل تسريع هدم المنازل قد تؤدي إلى توترات في الضفة الغربية.

• عزلة دولية متزايدة: إذا استمر اليمين المتطرف في فرض أجندته، فقد تجد دولة الاحتلال نفسها في مواجهة انتقادات دولية متزايدة.

دولة الاحتلال اليوم في مفترق طرق، وإذا استمر هذا المسار دون حلول توافقية، فقد تجد نفسها أمام أزمة وجودية تهدد استقرارها الداخلي والخارجي.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى