Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبارالشرق الأوسطترجمات

الصفقة الشاملة تنتظر “نتنياهو” في البيت الأبيض

ترجمة الهدهد
مقال رأي

تستعد “تل أبيب” وواشنطن لما يُتوقع أن تكون إحدى أهم زيارات “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو” في الآونة الأخيرة.

رسميًا، يُعتبر هذا “حوارًا سياسيًا وأمنيًا”، لكن خلف الكواليس، تتبلور خطوة قد تُقرر مصير الحرب الدائرة في غزة – بما في ذلك جوانبها السياسية والاقتصادية إلى جانب جانبها العسكري البحت، وربما حتى مستقبل “نتنياهو” السياسي.

بدأت التحضيرات للزيارة بالفعل: “وصل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر” إلى واشنطن أمس، حاملاً رسائل دقيقة قبل محادثات البيت الأبيض، هدف المحادثات واضح: تمهيد الطريق للقاء مباشر بين “نتنياهو” والرئيس “ترامب” مطلع الأسبوع المقبل، لقاءٌ يُرسّخ “السياسة الإسرائيلية” الجديدة، أو على الأقل يُقدّمها على هذا النحو.

ولكن ما هو الموجود فعليا على الطاولة؟ وقف إطلاق النار ضرورة سياسية متخفية في صورة إجراء أمني؟

المصلحة الأمريكية واضحة: وقف إطلاق نار فوري في غزة، يستمر 60 يومًا على الأقل، ويتيح فرصة للإفراج عن الأسرى، من “وجهة نظر إسرائيلية”، يُعد هذا تغييرًا جوهريًا في لهجتها – من سياسة “القضاء على حماس دون أي تسوية” إلى عملية تتضمن مفاوضات حول شروط إنهاء الحرب، هناك من يُقدّر في “تل أبيب” أن التقدم هذه المرة في مسار التوصل إلى اتفاق سيكون في اتجاه واحد.

“ترامب” مهتمٌّ جدًا برؤية نهاية الحرب في غزة، لدرجة أنه لا يسمح بعودة القتال بدلًا من توصل الطرفين إلى تسوية نهائية، هناك ما يدعو للاعتقاد بأن “نتنياهو”، الذي أدرك منذ زمن أن ساحة المعركة أصبحت عبئًا سياسيًا، يستخدم الزيارة كأداة لتغليف التغيير بعباءة الشراكة مع أعظم قوة في العالم، وتحت ضغط شعبي متزايد، اختار بالتأكيد الظهور بمظهر من يقود الحل، بدلًا من الانجرار إليه.

إيران في الغرفة ربما انتهت المعركة بين “إسرائيل” وإيران، ولكن وفقًا لـ “التقييمات الإسرائيلية” والأمريكية، فإن الحملة قد وُضعت في وضع الاستعداد فقط، لم يُلقِ أيٌّ من الطرفين سلاحه فعليًا، والهدوء النسبي يُبرز تعقيد الوضع.

“إسرائيل” تدرك اهتمام واشنطن باستئناف المفاوضات مع طهران، ترغب في المشاركة في جميع السيناريوهات المحتملة: سواءً تعلق الأمر بتقارب دبلوماسي أو إشعال صراع متجدد، وفي كلتا الحالتين، لا تطالب “تل أبيب” فقط بالاطلاع، بل أيضًا بالتأثير على عملية صنع القرار.

ولتحقيق هذه الغاية، يسعى “نتنياهو” إلى حوار شخصي ومباشر ومن دون وساطة – لا مزيد من المكالمات الهاتفية، بل حوار استراتيجي في المكتب البيضاوي، وجهًا لوجه مع رئيس الولايات المتحدة، والمفهوم هو أن ديناميكيات الشرق الأوسط قابلة للتغير في لحظة – ولا يمكن لـ “إسرائيل” أن تتحمل البقاء خارج دائرة صنع القرار.

التطبيع بصيغة جديدة..

“ترامب” يريد إنجازًا لا كلامًا ترتكز المحادثات على طموح قوي: فـ “ترامب” لا يكتفي بمحادثات طويلة الأمد، بل هو مصمم على تحقيق إنجاز عملي في أقرب وقت ممكن، ويضع سوريا نصب عينيه.

ووفقًا لمصادر تتابع العملية في واشنطن، تُعتبر هذه لحظة “زخم مثالي”: فالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يسعى إلى رفع العقوبات، وهذا سبب وجيه للتفكير في تغييرات مناسبة، يمكن أن تحققها سوريا من جانبها اتفاقية مثل اتفاق سلام مع “إسرائيل”.

واشنطن لا تكتفي بالكلام، بل تتخذ إجراءات أيضًا، مؤخرًا عمل الرئيس “ترامب” على رفع العقوبات عن سوريا، مخاطبًا الرئيس الجديد مباشرةً، وشجعه على الانضمام إلى “اتفاقيات إبراهام”، يرى “ترامب” فرصة سانحة – فاستبدال العقوبات بحوافز، يُمكّن “إسرائيل” بالتأكيد من أن تكون جزءًا من اللعبة الإقليمية الجديدة.

الأمل هو التوصل إلى اتفاق تطبيع عملي – لا مزيد من “مراسم السلام”، بل اتفاق يحصل فيه كل جانب على نتيجة حقيقية: يتم ترقية سوريا إلى مستوى آخر، وتحصل “إسرائيل” على السلام الحدودي والسيادة الواضحة على الجولان.

بغض النظر عن النوايا والنتائج، يُمكن القول إن زيارة واشنطن لم تعد مجرد رحلة دبلوماسية روتينية، فهي تجمع ثلاثة عناصر قد تُغير الخريطة: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والسيطرة على السيناريوهات المستقبلية مع إيران، والترويج لاتفاق سلام محتمل مع سوريا، بالإضافة إلى ميزة إضافية تتمثل في تعزيز سياسي للجمهور المحلي الذي سيتابع ما يحدث ويستخلص استنتاجات انتخابية.

المصدر: صحيفة “معاريف”/ “آنا بارسكيط

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى