Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبارالشرق الأوسطترجمات

الاتفاق الناشئ بين “إسرائيل” وسوريا

ترجمة الهدهد
مقال رأي

بينما يتأرجح الشرق الأوسط بين الأمل وخيبة الأمل، يُطرح مجددًا سؤال إمكانية التعاون الأمني بين “إسرائيل” وسوريا الجديدة بقيادة أحمد حسين الشرع (الجولاني).

يرى البروفيسور “أمازيا برعام” الخبير في شؤون الشرق الأوسط بجامعة حيفا، أن هذا احتمال واقعي ومرغوب فيه، لكنه يحذّر من المخاطر التي تعترضه

في حوار مع صحيفة “معاريف”، قال “بارعام”: “هناك احتمال معقول لحدوث ذلك، وإن لم يكن الأمر مؤكدًا”، ويستند تفاؤله الحذر إلى منطق بسيط: “الجولاني بحاجة إلى تعاون معنا، أعتقد أن بقاءه في السلطة سيكون أسهل إذا كان هناك تعاون أمني مع “إسرائيل”.

من وجهة نظر “إسرائيل” لا تبدو هذه المعادلة أقل جاذبية، ويوضح “بارعام “مبررات هذا الاحتمال قائلًا: “نحن لا نعتمد عليه في وجودنا، لكن الاتفاق معه سيكون مفيدًا للغاية، فهو يمنع إمداد حزب الله بالأسلحة والذخيرة التي تمر من إيران إلى العراق وعبر سوريا إلى لبنان، كما أن الاتفاق سيُحصّن سوريا في مواجهة الجماعات الموالية لإيران في العراق، والتي تُعادي الجولاني وإسرائيل بشدة، بمعنى آخر، لدينا مصالح مشتركة”.

لكن الواقع المعقد للشرق الأوسط لا يسمح بالتفاؤل الساذج، يُحذّر “بارعام” قائلاً: “هناك أيضًا مشاكل، المشكلة الأكبر هي أن بعض القوات المسلحة التي تدعمه في سوريا، حتى اليوم، تنحدر من خلفية جهادية واضحة”.

ويصف الوضع بعبارات قاتمة: “يبدو الأمر دائمًا كما لو أن سيفًا جهاديًا مُسلّحًا فوق رأسه ورؤوسنا، لأنه إذا توصل إلى اتفاق أمني معنا، سينقلب بعضهم عليه وعلينا”.

نظراً لهذا التعقيد، يرى “برعام” أن نموذج التعاون الأمني، بدلاً من “التطبيع الكامل”، هو المسار الأكثر واقعية.

كما أن هناك صعوبة إضافية فيما يتعلق بالتطبيع مع وجود سفارة وعلم، وسياحة، وتجارة، صحيح أن سوريا الجولاني لن تخوض حرباً ضدنا بسبب الجولان، كما فعل حافظ الأسد عام 1973، ولم يفعل الأسد ذلك مجدداً حتى وفاته عام 2000، ولم يخوض بشار حرباً أيضاً، لقد توصل كلاهما إلى تفاهمات هادئة معنا مبنية على الوضع الراهن، لكن حتى السلام الكامل سيكون مخاطرة كبيرة بالنسبة للجولاني.

لذلك أعتقد أن ما هو أرجح من “اتفاقيات ابراهام” والتطبيع الكامل هو التعاون الأمني بين سوريا و”إسرائيل”، وآمل أيضاً أن يحدث ذلك.

السؤال الرئيسي يتعلق بالثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” مقابل هذا التعاون.

يوضح “بارعام” هذه المعضلة قائلاً: “من وجهة نظرنا، هناك بالطبع مخاطرة، فإذا انسحبنا لتحقيق ذلك من الأراضي التي استولينا عليها بعد تغيير النظام، وهو مطلبه، فإننا نخاطر، ولكن لا بد من ذلك”.

يرى “بارعام” استثناءً مهمًا: “في رأيي، ينبغي أن يبقى جبل الشيخ السوري لمدة عام أو عامين أو حتى ثلاثة أعوام”، منطقه واضح: “ببساطة لأننا لا نعرف ما سيحدث في سوريا، المستقبل غامض للغاية”، ومع ذلك، “سيتعين على إسرائيل الالتزام بأنه في نهاية هذه الفترة، إذا تم الحفاظ على كل ما تم الاتفاق عليه، فإنها ستخلي جبل الشيخ السوري أيضًا”.

قد تتجاوز آثار مثل هذا الاتفاق حدود سوريا بكثير.

يوضح “برعام”: “له أيضًا تأثير إيجابي للغاية على علاقاتنا مع لبنان”.

بخصوص لبنان يقول: “الرئيس يدعمه، والحكومة وافقت عليه، والبرلمان يدعمه، النظام الديمقراطي بأكمله يدعم الاتفاق الأمني في لبنان، لكنهم لم يتمكنوا بعد من نزع سلاح حزب الله”.

قد يُغير الاتفاق مع سوريا المعادلة اللبنانية: “لطالما كان لما يحدث في سوريا تأثير على لبنان، بمجرد التوصل إلى اتفاق أمني بيننا وبين سوريا، سيكون من المفيد جدًا للنظام السياسي اللبناني اتخاذ خطوات إضافية لتقييد حزب الله إلى حد نزع سلاحه الثقيل”.

من القضايا الأخرى التي تشغل بال برعام مصير الأقليات في سوريا، وخاصة الدروز، يقول بصراحة: “الحقيقة أن العلويين لم يكونوا يومًا حلفاء لنا، إن خروجي لحمايتهم أمرٌ غير واقعي، علينا أن نطالبه بمعاملتهم كسائر المواطنين، لكننا لا نستطيع حمايتهم”.

ويضيف: “على الولايات المتحدة حماية المسيحيين والأكراد، الأكراد حلفاء للأمريكيين في الحرب ضد داعش، ويجب عدم التخلي عنهم”.

ومع ذلك، فيما يتعلق بقضية الدروز، يرى “برعام” إمكانيةً لتدخل “إسرائيلي: “على إسرائيل أن توضح للجولاني: لن نسمح لك بمضايقة الدروز، هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب على إسرائيل فعله من أجل الأقليات، وهي قادرة على فعله”.

إن الضرورة الملحة التي تنبثق من كلمات برعام واضحة: في عالمٍ يسوده عدم اليقين، يجب على “إسرائيل” الحفاظ على مرونة ذهنية واستعداد لاغتنام الفرص، مع الحفاظ على يقظة دائمة وقدرة على فحص وتقييم تطبيق الاتفاقات بدقة.

وأخيرًا، يقترح “برعام”: “لقد هُزمت إيران وحزب الله، لكنهما لم يُهزما، ومع ذلك توصلنا إلى وقف إطلاق نار، في لبنان نحافظ على شروط وقف إطلاق النار، أما غزة فالوضع مختلف، ولكن وفقًا للظروف هناك يمكن وضع نموذج مماثل لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى، كما أن اتفاقية أمنية مع سوريا تُسهم في استقرار الشمال من شأنها أن تُسهم في ذلك”.

المصدر: صحيفة “معاريف”/ “مايا كوهين”

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى