بين اللجوء السياسي والحصانة الكاملة.. هذه هي قيادة حماس في قطر ولماذا لا يُقبل التسليم؟

شبكة الهدهد
سابير ليبكين – القناة 12 العبرية
بعد أن وصلت مفاوضات صفقة الرهائن إلى طريق مسدود، تزعم إسرائيل أنها تدرس إمكانية تسليم كبار مسؤولي حماس المقيمين في قطر وتنفيذ عمليات اغتيال. لكن عمليًا، يبدو أن إمكانية المساس بقيادة الدوحة قد تبدو جيدة نظريًا، لكنها تبدو حاليًا فكرةً لا تصمد أمام الواقع. هذه هي الأسباب والعقبات.
قيادة حماس في الخارج
ويقيم جزء من القيادة الخارجية لحركة حماس في الدوحة، عاصمة قطر، وهي أعلى مستوى سياسي في المنظمة، والمسؤولة عن العلاقات الإقليمية، والخطاب السياسي، والإدارة الاستراتيجية للمفاوضات.
رغم البعد الجغرافي، فإن تأثير كبار مسؤولي حماس في الدوحة على المفاوضات واضح في كل مرحلة. فهم شركاء كاملون في صنع القرار، ويحافظون على تواصل مستمر مع الوسيطين قطر ومصر، ويشكلون حلقة وصل حيوية بين القيادة السياسية والجناح العسكري في غزة. في بعض الجولات، وضع كبار مسؤولي حماس من الخارج شروطًا منفصلة أعاقت التقدم.
وقد حاول البعض على مدى سنوات تقديم قيادة حماس في قطر على أنها أكثر براغماتية، ولكن منذ اندلاع القتال، أصبحت الفجوات غير واضحة، وباتت القرارات تتخذ بشكل مشترك بين الدوحة وغزة.
شخصيات بارزة في قيادة حماس
خالد مشعل
يشغل حاليًا منصب زعيم حماس في الخارج، كما شغل منصب رئيس المكتب السياسي للمنظمة لأكثر من عشرين عامًا، بين عامي ١٩٩٦ و٢٠١٧. في سبتمبر/أيلول ١٩٩٧، حاول الموساد اغتياله بالسم في الأردن، لكن المحاولة كُشفت وأُلقي القبض على المشاركين في عملية الاغتيال. ولإطلاق سراحهم، وافقت إسرائيل على إعطاء مشعل ترياقًا للسم، مما أنقذ حياته. وقد أدى هذا الحادث إلى أزمة دبلوماسية حادة بين عمان وتل ابيب.
خليل الحية
شغل منصب نائب يحيى السنوار في المكتب السياسي لحماس، وكان يسكن سابقًا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ويقيم حاليًا في قطر. يُعتبر من الشخصيات المحورية في قيادة حماس في الخارج، ولاعبًا رئيسيًا في مفاوضات صفقة الأسرى. قضى الحية ثلاث سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي في التسعينيات، ونجا من عدة محاولات اغتيال.
غازي حمد
شخصية بارزة في حماس، وُلد في مخيم للاجئين برفح، وشغل مناصب نائب وزير خارجية حماس، والمتحدث باسم الحركة، ورئيس هيئة معابر غزة، وهي مناصب عززت علاقاته مع القيادة العليا. لعب دور الوسيط لحماس في صفقة شاليط. وفي مقابلة أجريت معه خلال الحرب، تفاخر ب 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتعهّد بتكرارها.
محمد درويش
عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مجلس شورى الحركة. لسنوات، كان شخصيةً تعمل خلف الكواليس، بعيدًا عن الأضواء. لكن منذ اغتيال يحيى السنوار، برز درويش كشخصية أكثر حضورًا، ويحضر اجتماعات قيادة الحركة.
قطر لن تطلق النار على قدمها
إن إمكانية تسليم أو القضاء على كبار مسؤولي حماس المقيمين في قطر تتجاهل مسألة أساسية: وهم موجودون في البلاد بإذن ودعوة، كجزء من وضع قطر كوسيط إقليمي. قطر ليست مجرد دولة مضيفة، بل هي الكيان الذي يحافظ على الاتصال غير الرسمي بين حماس والغرب ويتوسط بين المنظمة وإسرائيل في المعاملات.
سيُفسَّر تسليم قيادة حماس على أنه ضربة قاصمة لمصداقية قطر، سواءً في نظر حماس أو في نظر أي منظمة إسلامية أخرى. إنها خطوة تتعارض مع مصالح الدوحة، وتتعارض مع دورها كوسيط مركزي.
علاوة على ذلك، لم تبرز في عناوين الأخبار إلا مؤخرًا إمكانية مشاركة قطر في إعادة إعمار غزة “في اليوم التالي” بـ”ضوء أخضر” من إسرائيل. من الصعب تخيّل خطوة تُقرّر فيها، بعد فترة وجيزة، وبعد وصول مفاوضات التوصل إلى اتفاق إلى طريق مسدود، الاستجابة لمطلب التصفية أو الطرد، ويوافق الجانب القطري على ذلك.
حماس نفسها تعارض بشدة
وبعيدا عن الاعتبار القطري، فإن حماس نفسها أوضحت باستمرار طوال المفاوضات أنها لن توافق على أي اتفاق يتضمن نفي كبار المسؤولين أو الإضرار بالقيادة في الخارج. وهذا هو بقايا الشرف التي تركتها المنظمة، وأحد النقاط التي لا تزال تحافظ عليها: القدرة على حماية قادتها.
وفي صفقة شاليط عام 2011، تم نفي عدد من كبار المسؤولين من الضفة الغربية إلى غزة أو إلى الخارج، ولكن حماس هذه المرة ليست مستعدة لسماع ذلك.
اغتيال في قطر؟ لا سابقة لهذا
ويبدو أن احتمال الاغتيال ــ أي العمل الإسرائيلي المباشر على الأراضي القطرية ــ أقل احتمالا.
قطر دولة ذات سيادة، وحليفة للولايات المتحدة، وتستضيف على أراضيها قاعدة العديد الجوية الأمريكية، التي تسيطر على جميع القوات الجوية في المنطقة وتقودها وتديرها.
أي عمل إسرائيلي على أراضيها، وخاصةً إذا كان من شأنه أن يؤدي إلى اغتيال مستهدف، سيُعتبر انتهاكًا خطيرًا للسيادة، وقد يُسبب أضرارًا دبلوماسية واسعة النطاق.
حتى في حالات سابقة، مثل محاولة اغتيال مشعل الفاشلة في الأردن (1997) أو اغتيال مسؤولين كبار في الخارج، حرصت إسرائيل على عدم التحرك إلا عندما تكون العواقب الدبلوماسية محتملة. ولا تُعتبر قطر ساحةً لمثل هذه المحاولات.
سيناريو مصمم لممارسة الضغط؟
إن إمكانية تسليم أو القضاء على قيادة حماس في الدوحة تبدو بعيدة كل البعد عن الواقع في الوقت الراهن، وهي أقرب إلى تحريك دعائي منها إلى سيناريو واقعي.
قد تبدو هذه فكرةً دراماتيكية، لكنها تتعارض مع مصالح قطر الاستراتيجية وعلاقات القوة الإقليمية. بل قد تُبعد إسرائيل عن أي اتفاق، وتُقوّض دور الوساطة القطري، وتُعقّد المعادلة الحساسة مع حماس.
ومن الممكن أن تكون هذه الفكرة التي ظهرت على الساحة الإسرائيلية، تهدف في المقام الأول إلى الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق في ظل ظروف مثالية، ولا تعكس خياراً مطروحاً فعلياً على الطاولة.





















Facebook Comments