المواجهة بين إسرائيل وإيطاليا: “التوضيح البسيط لن يكفي لتهدئة الغضب”

شبكة الهدهد
دانييل بيتيني – يديعوت أحرنوت
جبهة سياسية جديدة ضد صديق أوروبي: إيطاليا غاضبة من إسرائيل بعد تقارير اليونيفيل عن هجوم يُزعم أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذه في جنوب لبنان – على بُعد عشرات الأمتار من جنود الأمم المتحدة.
وتزعم المنظمة أن هذا “أخطر هجوم على قواتنا منذ وقف إطلاق النار مع لبنان في نوفمبر”، وأنه وقع رغم تلقي الجيش الإسرائيلي إشعارًا مسبقًا بموقع الجنود ونشاطهم.
وفقًا لليونيفيل، أسقطت طائرة إسرائيلية أربع قنابل أو قنابل يدوية على مقربة شديدة من جنود كانوا يُخلّصون طريقًا إلى موقع القوة قرب الحدود.
وسقطت القنابل، وفقًا للقوة، على بُعد 20 إلى 100 متر من الجنود، الذين “بمعجزة نجاتهم”، وتم إيقاف العمل “حرصًا على سلامتهم”.
في الأسبوع الماضي، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الحدود اللبنانية، والتي أنشئت قبل ما يقرب من 50 عامًا، ستبدأ في مغادرة بلاد الأرز في عام 2027.
وينص القرار على أن ولاية اليونيفيل سيتم تمديدها للمرة الأخيرة حتى نهاية عام 2026، وستبدأ فترة انسحاب مدتها عام واحد في بداية عام 2027، ومن المفترض أن يتم حل القوة في نهايتها ومغادرتها بالكامل.
أعربت إيطاليا، التي تقود اليونيفيل، عن غضبها الشديد من الحادث. وصرح وزير الدفاع غيدو كروستو قائلاً: “أنا غاضب للغاية وأطالب الإسرائيليين بإجابات.
أريد أن أفهم ما يقولونه، وسنرى حينها”. وأضاف أن “رسائل التوضيح الإسرائيلية المنتظمة” هذه المرة لن تكفي لإغلاق ملف الحادث، ولن تكفي أيضًا لتهدئة الغضب إزاء الهجوم على جندينا.
وفقًا لصحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية، طلب الجيش الإسرائيلي “العفو” من الإيطاليين، وزعم رصد “حركات مشبوهة”.
لكن كروستو يطالب بتحقيق شامل وتقرير واضح وشفاف يوضح أسباب إطلاق النار قرب قوات الأمم المتحدة، ويلمح إلى أن إيطاليا ستدرس اتخاذ خطوات دبلوماسية بناءً على ذلك.
وقال: “علينا أن نفهم بالضبط ما الذي دفع الإسرائيليين إلى الهجوم على مقربة من جنودنا من ذوي الخوذ الزرقاء، وعندها فقط سنقرر خطواتنا التالية، لكن الأمر الواضح هو أن الحكومة الإيطالية لن تتجاهل هذا الأمر دون عواقب”.
في إيطاليا، أشاروا إلى سلسلة من الحوادث التي وقعت خلال العام الماضي، وكذلك خلال الحرب ضد حزب الله، والتي زعموا أن الجيش الإسرائيلي هاجم خلالها مواقع اليونيفيل وجنود المنظمة.
وأشاروا أيضًا إلى أن إطلاق النار على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يُعتبر “جريمة حرب”، كما أن انتقاد إسرائيل حاضر بقوة في الساحة السياسية.
وفقًا لصحيفة “كورييري”، تشهد العلاقات بين الحكومتين الإيطالية والإسرائيلية توتّرًا شديدًا في الوقت الحالي، وقد تُفاقم هذه الحادثة الأزمة.
“ماذا؟ خطأ آخر؟”، ردّ كروستو بسخرية على “بيان توضيح” الجيش الإسرائيلي بشأن الحادثة، مُلمّحًا إلى شكوك متزايدة في إيطاليا بأنّ هذه ليست حالة أخرى من حالات خطأ في تحديد الهوية.





















Facebook Comments