أوروبا تحتضن، والولايات المتحدة تقاطع – وإسرائيل ستدفع الثمن؟ خطوة ماكرون – وما المتوقع؟

شبكة الهدهد
عيدان كيفلار – موقع والا العبري
تستعد أوروبا وكندا ودول عربية رئيسية للمشاركة في المؤتمر الثنائي في نيويورك نهاية الشهر، ويبدو أن واشنطن وحيدة نسبيًا في رفضها.
وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية لموقع “والا” أن الولايات المتحدة تعتبر المؤتمر مبادرة “مُدبّرة ومنفصلة عن الواقع” وتعلن عدم مشاركتها.
ومع ذلك، وبينما تنأى واشنطن بنفسها، تنضم عدد من الدول الغربية والعربية إلى باريس والرياض. وقد أكد وزيرا خارجية بريطانيا وكندا حضورهما بالفعل، وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيقدم دعمًا سياسيًا للمؤتمر.
كما وقّعت تركيا ودول عربية بارزة على “إعلان نيويورك” الذي صيغ في يوليو، والذي يتضمن التزامًا بنزع سلاح حماس، وإنشاء آلية استقرار لليوم التالي في غزة، وتطبيعًا إقليميًا، وإنشاء إطار أمني مشترك مع إسرائيل.
وقال المسؤول الأمريكي أيضًا: “مثل هذه الأعمال المثيرة غير ذات صلة في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال ضارة”.
وبحسب قوله، أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية هو “صفعة على وجه ضحايا أحداث أكتوبر ومكافأة للإرهاب” وذكّر بأن حماس نفسها رحبت بالخطوة الفرنسية السعودية.
وأضاف المسؤول الكبير: “لن تشارك الولايات المتحدة في هذه الإهانة، بل ستواصل قيادة جهود واقعية لتحقيق سلام مستدام”.
في ظل هذه الخلفية، واصل رئيس الوفد الفلسطيني إلى بريطانيا، حسام زملط، هذا الأسبوع حملته لنزع الشرعية عن إسرائيل، وقلل من أهمية التحالف بينها وبين الولايات المتحدة: “أكبر شريك تجاري لإسرائيل ليس الولايات المتحدة، بل الاتحاد الأوروبي.
إن نفوذ أوروبا وبقية المجتمع الدولي هائل. انظروا فقط إلى تجربة جنوب أفريقيا – هناك، كان هناك جهد دولي منسق أدى إلى انهيار نظام الفصل العنصري، بينما لم تنضم الولايات المتحدة إلا في النهاية”.
وحسب قوله، “كل دولة تتحمل المسؤولية – ومن لا يتحرك يصبح شريكًا في الجرائم والفظائع”.
قدمت فرنسا الليلة الماضية “إنجازات” على طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية تمثلت في التزامات “غير مسبوقة” (بحسب وزير الخارجية الفرنسي) من السلطة الفلسطينية، شملت وقف دفعات “تعويضات القتل” (التعويضات عن الهجمات الإرهابية) اعتبارًا من الأول من أغسطس/آب، ووضع آلية مراجعة مستقلة للموافقة، إلى جانب عملية مراجعة الكتب المدرسية.
إلا أن تل ابيب تنفي هذه المزاعم، إذ كتب وزير الخارجية جدعون ساعر أن “السلطة لم تغير سوى آلية واحدة، وأن الأموال لا تزال تتدفق إلى حسابات الإرهابيين نفسها”.
إن الفجوة بين واشنطن وباريس، وبين الموقف الأمريكي والأصوات الأوروبية والفلسطينية، تُسبب هشاشة في الساحة الدولية: فمن جهة، وضعت الولايات المتحدة خطًا أحمر واضحًا ضد الخطوات الأحادية الجانب، ومن جهة أخرى، يُفضل حلفاؤها المقربون وضع حل الدولتين على المحك.





















Facebook Comments