Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبارأخبار رئيسيةأصداء الشارع "الإسرائيلي"الشرق الأوسط

“نتنياهو” يحتاج إلى التطبيع مع السعوديين لكن الطريق إلى الرياض يمر عبر واشنطن

ترجمة الهدهد
هآرتس/ عاموس هرئيل 

قبيل فترة ولاية تبدأ بأجواء مشحونة، وتحذيرات المعارضة من انقلاب دستوري، وخوف من أزمة أمنية في الساحة الفلسطينية، سيحتاج بنيامين نتنياهو إلى إنجاز نوعي، على أمل أنه بذلك سينجح في التعتيم على كل ذلك، لكن الصورة الاقتصادية أيضا ليست واعدة، فالخبراء يحذرون من ركود دولي طويل، وميزانية الدولة تهدد بأن ترزح تحت عبء الوعود لجماعات الضغط المختلفة، ويبقي المجال السياسي الأمني.

يوجد موضوع قديم، تبنى إزاءه نتنياهو التزاما أيديولوجيا بعيد المدى: إحباط المشروع النووي الإيراني، وهناك أمل جديد يدفع به قدما، وهو توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
ولكن هذه الأمور مرتبطة ببعضها بعضا، وأيضا بالعلاقات المعقدة التي يمكن أن تتطور بين الحكومة القادمة والإدارة الأمريكية، على الرغم من محاولة نتنياهو ورجاله التقليل من أهميتها، إلا أنها تتعلق أيضا بالقضية الفلسطينية.

في فترة الرئيس دونالد ترامب حدث تقارب واضح بين إسرائيل والسعودية على خلفية العلاقات الوثيقة بين نتنياهو وولي العهد محمد بن سلمان بوساطة الرئيس السابق، والعداء المشترك لإيران، وقد نُشر الكثير في وسائل الإعلام الأجنبية عن علاقات أمنية واستخبارية متشعبة بين إسرائيل والسعودية.

ذات مرة، في تشرين الثاني 2020، أعطى نتنياهو إشارات بواسطة منشورات للمتحدثين باسمه على الشبكات الاجتماعية عن زيارة سرية قام بها للسعودية.

السعوديون غضبوا من هذا النشر وقاموا بخطوة إلى الوراء في العلاقات، وفي مقابلات قبل وبعد فوزه في الانتخابات الأخيرة الشهر الماضي، عبّر نتنياهو عن الرغبة في التوقيع على اتفاق مع السعودية، استمرارا لاتفاقات التطبيع التي وقعت مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين قبل نحو سنتين.

ما الذي ستطلبه السعودية في المقابل؟ في محادثات مع أشخاص مطلعين على العلاقات الآخذة في التشكل يبدو أنه سيكون لولي العهد، “الحاكم الفعلي” في المملكة، سلسلة طلبات، ولكن هذه الطلبات ستوجه للولايات المتحدة أكثر مما هي لإسرائيل.

في المسألة الايرانية، وسائل الإعلام الأجنبية تنشر عن تنسيق استخباري متشعب بين إسرائيل والسعودية، ومن المرجح أن الرياض ستنظر بإيجابية إلى كل خطوة لأي دولة أخرى تثير إيران القلق لديها.

مع ذلك، تصعب رؤية السعودية تسهم مباشرة في معركة عسكرية ضد إيران، في السنوات الأخيرة السعودية والإمارات أيضا تتعرض لهجمات المسيرات الثقيلة الإيرانية، لكنها تخشى جدا من الرد باستخدام القوة العسكرية.

في اتصالات غير مباشرة مع الإدارة الأمريكية عرض ابن سلمان عدة طلبات، يريد تحقيقها، من بينها ثلاثة طلبات رئيسة، وهي: تعزيز علني للعلاقات مع الولايات المتحدة، تكون مدعومة ببيان إيجابي من الكونغرس، مساواة مكانة السعودية في مجال المشتريات الأمنية من الولايات المتحدة بمكانة الدول الأعضاء في حلف الناتو، موافقة أمريكا على البدء في إقامة مشروع نووي سلمي في السعودية، مع استغلال مخزون اليورانيوم الكبير الموجود لديها.

القضيتان الأخيرتان تثيران صعوبات كبيرة، فرفع القيود عن المشتريات الأمنية ستمكن السعودية من التزود بالطائرة القتالية “إف35” (إدارة ترامب طلبت إزالة عائق مشابه يقف أمام الإمارات مقابل اتفاقات أبراهام، لكن هذا الأمر لم تتم تسويته حتى الآن)، في حين أن المشروع النووي السلمي سيغير الوضع الراهن في الشرق الأوسط في قضية حساسة، رغم أنه ليس برنامجاً عسكرياً.

بايدن أراد الصيف الماضي تحسين العلاقات بين إدارته والسعودية على خلفية ارتفاع أسعار النفط في العالم، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، وقد سافر إلى الرياض وطلب زيادة إنتاج النفط السعودي ولكنه ووجه بالتملص، العلاقات المتبادلة بقيت متوترة.

تطبيع زاحف

 في تشرين الأول الماضي زار السعودية وفد خبراء من معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط، وقال مدير المعهد، روبرت ساتلوف في نقاش أجري معه في تشرين الثاني، بعد عودة الوفد، بأن شخصيات رفيعة في السعودية اعترفت بأن قتل خاشقجي كان “خطأ كبيرا”، لكن هذه الشخصيات احتجت على ما وصفته بمعاملة قاسية جدا من جانب أمريكا للسعودية في أعقاب القضية.

ساتلوف تأثر من طموحات السعودية بخصوص أهداف النمو الاقتصادي التي وضعوها للمملكة، وما اعتبره صعود للقومية السعودية القوية الواثقة من نفسها، التي فيها الإسلام هو فقط أحد مكوناتها الكثيرة.
في المقابل، وصف السعودية بأنها منغلقة إزاء انتقاد الغرب لنظرتها لحقوق الانسان في الدولة.
 
حسب قوله فإن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية توجد في أزمة خطيرة، لكنه يؤمن بأن الدولتين ستنجحان في التغلب على الخلافات في مسألة كمية إنتاج النفط.

حول العلاقات مع إسرائيل قال إن أعضاء الوفد وجدوا إشارات على “تطبيع زاحف” في كل مكان زاروه في السعودية.
مع ذلك أوضح بأنه سيكون من الخطأ التقدير بأن التطبيع الكامل في متناول اليد، وقال إن العلاقات مع إسرائيل مهمة بالنسبة للسعودية، أقل مما هي مهمة بالنسبة للدول التي وقعت على اتفاقات ابراهام.

 يوجد للنظام في السعودية في هذه الأثناء سلم أولويات مختلف، على رأسها المشروع الطموح لبناء مدينة المستقبل نيوم في شمال غرب السعودية قرب مضائق تيران.

مع ذلك، اتفاقات التطبيع مع إسرائيل يمكن أن تمهد الطريق لتعاون تجاري وتكنولوجي بحجم كبير مع شركات إسرائيلية ستندمج في المشاريع الدولية التي تخطط لها الرياض.

في السنتين الأخيرتين زار السعودية عدد أكبر من الإسرائيليين، معظمهم من خلال استخدام جوازات سفر أجنبية.

وفي نهاية تشرين الأول شارك رئيس مجلس إدارة بنك ليئومي، سامر الحاج يحيى في لجنة اقتصادية في الرياض، في هذا المؤتمر شارك أيضا عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين مع عدم تغطية ذلك إعلاميا.

Facebook Comments

زر الذهاب إلى الأعلى